سيف المرحلة.. قراءة في رائعة «المرجلة» لمحمد بن راشد

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!

ابوظبي – ياسر ابراهيم – الأحد 14 يناير 2024 12:57 صباحاً – تم نشر رائعة غنائية عنوانها «المرجلة» مقتطفة من قصيدة هي في غاية الروعة والجاذبية تحدث فيها صاحب السمو الشيخ محمّد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، عن الصفات النادرة التي اقتبسها سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، رئيس المجلس التنفيذي من والده صاحب السمو والتي هي في جذرها العميق مستلهمة من مناقب الأجداد الكرام الطيبين من آل مكتوم، لتظل سيرة هذه الأسرة الكريمة ومسيرتها منارة ملهمة للأجيال، ومدرسة من مدارس الحكمة والبصيرة وسداد الرأي والفروسية والأخلاق.

أشوف في (حمدان) أوصافي تِبين

                      حِبّ القنص والخيل غاية غرامه

فارسْ ومعشوقه فسيح الميادين

                     دايمْ على صهوة حصانْ إنسجامه

لا شيء أغلى على قلب الأب من أن يكون في ذريّته من يحمل أوصافه ويحتفظ بسجاياه ومناقبه وأخلاقه، وذلك لأنّ الابن الشبيه هو امتدادٌ حقيقي لأبيه، ونوع من أروع أنواع البقاء الجميل الذي تعشقه النفس الإنسانية، فإذا كان الفنان يحب الخلود من خلال قصيدة بديعة يكتبها الشاعر بإحساس متفرد، أو لوحة باهرة يرسمها الرسام بريشة الإبداع، فإن القائد الملهم يحب أن يرى نوعاً آخر من الامتداد والبقاء يتجلى في أنجاله وحاملي مجده، وفي سياق هذه المشاعر الإنسانية المشروعة يكتب صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد هذه الأبيات الرقيقة النابعة من قلب والدٍ مُفعم بمعاني الأبوة الفطرية، ومعاني القيادة الإدارية، فهو يرى في نجله سموّ الشيخ حمدان مِرْآة صادقة تحكي الملامح العميقة لشخصية صاحب السموّ بحيث تظهر أوصافه واضحة جليّة للعيان، فمن رأى سمو الشيخ حمدان تذكر فوراً شخصية والده الجليل الذي ربّاه على الفروسية وكرم الأخلاق، وعشق المغامرة وترويض الصعوبات، فكان قرة عين لهذا الوالد القائد، فإذا كان صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد من أشهر فرسان القنص والصيد، وهو فارس الجزيرة بلا منازع على ظهور الخيل، فإنّ سمو الشيخ حمدان قد أخذ عن والده هذه الصفات التي هي قلب الفروسية ونبضها الحقيقي، فالصيد والخيل هما سرّ شخصية الفارس القائد، وفيهما يتجلى الذكاء الفطري وشدة التركيز، فليس كل من اعتلى الخيل خيّالاً، ولا يقوى على ذلك إلا فارس يعشق امتطاء الصهوات والسباق في الميادين الفسيحة، ولا يكاد يجد انسجام الروح وروعة الإحساس بجمال الحياة إلا في هذه الميادين التي هي الوجه الأول لميادين الحياة التي يقودها سموّ الشيخ حمدان فارس الشباب في بناء دبي وتنفيذ رؤى الوالد الجليل، فلذلك كان محل ثقة صاحب السموّ وموطن فخره واعتزازه، وكانت له هذه الحظوة في قلب فارس دبي وعاشقها الأكبر صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم.

هي شغله الشاغل عن الزين والشين

                     فيها يشوف المرجله والشهامه

ماخذ من أوصاف الجدود المِجدّين

                    شجاع منْ خاواه تِدفا عِظامه

والفروسية عند سمو الشيخ حمدان ليست سلوكاً طارئاً ومؤقتاً بل هي شغله الشاغل الذي يشغله عن كل الاهتمامات التي لا يهتم بها الفرسان، فهو مشغول بالصيد وركوب الخيل وما يعنيانه من حب الفروسية والمغامرة لأنّ القائد الخامل ليس صالحاً للقيادة، وإن من أجلى مظاهر الشجاعة في القيادة هو حبّ الصيد والخيل فهما مظهر الشجاعة والبسالة في الحياة، وفيهما بحسب عبارة صاحب السمو سرّ المرجلة والشهامة، فالفروسية في جوهرها العميق هي الرجولة كسلوك وهي الشهامة كقيمة أخلاقية تنعكس آثارهما على الحياة والناس دون أدنى ريب.

ثم يؤكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد أنّ هذه المناقب الحميدة الّتي يتمتع بها نجله سموّ الشيخ حمدان إنما هي إرثٌ أخلاقي أخذه من أوصاف ومناقب أجداده الطيبين الشجعان من آل مكتوم، الذين يعرف القاصي والداني شجاعتهم وكرم أخلاقهم، فليس غريباً أن يكون سموّ الشيخ حمدان ذلك الفارس الشجاع الذي يشعر معه الناس بالأمان ودفء العِظام.

لِهْ في الشعر دِرْ الغِزار المثامين

                   يَوْزِن على عذب المعاني كلامه

ولأنّ الفروسية لا تكتمل إلا بالشعر فقد جاءت هذه الخاتمة الرائعة التي أثنى فيها صاحب السموّ الشيخ محمّد بن راشد على ما يمتاز به سمو الشيخ حمدان من البراعة الشعرية الباهرة والّتي تتجلى في مئات القصائد والمقطوعات البديعة التي تظهر فيها قدراته الشعرية الفذة التي تجعله امتداداً حقيقيّاً لوالده شاعر الجزيرة وقيدومها المغوار، فهو صاحب قدم راسخة في فن الشعر، وله فيها الدرر الغزيرة الثمينة التي ينظم من خلالها أروع المعاني على أعذب القوافي والألحان، ليكون هذا الفارس الشجاع وارثاً حقيقيّاً لأمجاد والدٍ عظيم المنزلة في النفوس وكبير القدر في منجزاته وآثاره التي نقشها بكل كفاءة واقتدار في صفحة الوطن الكبير، وعلى صفحة دبي الّتي أحبها وجعل منها مدينة تحلم كل مدينة في العالم أن تقف إلى جانبها وتلتقط معها صورة للذكرى والامتياز.

تابعوا أخبار الإمارات من حال الخليج عبر جوجل نيوز

‫0 تعليق