البرلمان اللبناني يناقش موازنة 2024… وميقاتي: انتخبوا رئيساً واتركونا بسلام

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!



استكمل البرلمان اللبناني مناقشة مشروع موازنة عام 2024 الذي أعدّته الحكومة، بعد يومين من الملاحظات والانتقادات التي تحدث عنها النواب. وقد ردّ عليهم رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، الجمعة، مُطلقاً مواقف عالية السقف، ولا سيما باتجاه «التيار الوطني الحر» ورئيسه النائب جبران باسيل على خلفية اتهام قرارات الحكومة بأنها غير دستورية، واختتم كلمته بالقول: «انتخبوا رئيساً وحلّوا عنا» (اتركونا بسلام).

وبعد كلمة ميقاتي ناقش البرلمان الموازنة بنداً بنداً وأحالها إلى التصويت لإقرارها وإحالتها على الحكومة لإصدارها في مرسوم، وهي التي رأى بعض النواب والخبراء الاقتصاديون، أنها تفتقد إلى الرؤية الاقتصادية والاجتماعية، إضافة إلى أنها تأتي من دون قطع حساب بما يخالف القانون، وأقرّ ميقاتي بأنها «ليست مثالية».

وقد صدّق مجلس النواب على عدد من المواد المتعلقة بالضريبة المتوجبة على الحسابات المصرفية، على أن تسدد الضريبة وفقاً للسعر الذي يحدده مصرف لبنان، وعلى مواد مرتبطة في معظمها بتسديد الضرائب والرسوم على سعر الصرف، بما فيها رسوم البلديات، ومضاعفة الغرامات على أصحاب الأملاك البحرية، ورفع الضريبة على أرباح الشركات المالية. مع العلم أن المصرف المركزي هو من يفترض أن يقوم لاحقاً بتحديد سعر الصرف.

وتحدث ميقاتي في كلمته عمن يعتقد «أنَّ بقاءَه في المشهد السياسي مرهونٌ بِتَشْغيل آلة الشَّتْم وقلَّة اللياقة وإثارة النعرات؛ ظناً منه أنه يستدرجنا للردِّ عليه باللغة نفسها. وقد فاته أنه لا يستحق لا مديحاً ولا هجاءً». واستدعى كلام ميقاتي سجالاً بينه وبين نواب من «التيار الوطني الحر» قبل أن يتدخل رئيس البرلمان نبيه بري ويوقف المشادة الكلامية بين الطرفين.

ولفت ميقاتي إلى «محاولة البعض تحويل الأنظار عن مسؤوليته المباشرة، ومسؤولية النواب بانتخاب رئيس للجمهورية، بتوجيه الاتهامات إلى الحكومة وإلي شخصياً بمصادرة صلاحيات فخامة الرئيس والانقلاب على الدستور، وهذا أمر لا يمكن السكوت عنه، خاصة وأنني أشدد في كل جلسة لمجلس الوزراء على ضرورة انتخاب رئيس جديد».

وأوضح، أن السلوك الذي يعتمده في هذه المرحلة بالذات «يتوافق مع ما قرّره أعلى مرجع دستوري في البلاد، وهو المجلس الدستوري»، مؤكداً أن «أي حجة لتعطيل مجلس الوزراء واهية».

وفي رد على كلام نائب رئيس البرلمان إلياس بو صعب حول الخلاف بين ميقاتي وبين وزير الدفاع موريس سليم على خلفية تعيين رئيس للأركان وتوجيه كتاب له، قال ميقاتي: «بادرت، وسأبقى مبادراً، لتوجيه الكُتب اللازمة إلى الوزراء عند الاقتضاء؛ لحملهم على القيام بواجباتهم؛ لأن أي تقصير يتحمل تبعاته رئيس مجلس الوزراء ويعرّض الحكومة كلّ الحكومة، للمُساءلة»، مضيفاً: «والمفارقة أنه عند كل أزمة توجه إلينا الاتهامات بالتقصير والمطالبات بمعالجة المشكلات وعندما نقوم بواجبنا نتهم بالاعتداء على صلاحيات رئيس الجمهورية».

وفي رد على اتهامه بالوقوف إلى جانب «حزب الله» في الحرب ودفاعه عنه، قال ميقاتي: «سمعنا اتهامات للحكومة بتسليم قرار البلد إلى أطراف سياسية، وهذا الاتهام غير صحيح على الإطلاق. موقفنا الثابت والمكرر يركز على الالتزام بكلّ القرارات الدولية والاتفاقات، ونكرر مطالبتنا بوقف إطلاق النار في غزة لكونه المدخل الإلزامي لكل الحلول».

وحول الموازنة، أقرّ ميقاتي بأنها «ليست مثالية في الظروف الطبيعية، لكنها موازنة تتماهى مع الظروف الاقتصادية والأمنية والاجتماعية والدولية التي يمر بها لبنان».

وذكّر ميقاتي بأن «موازنة عام 2019 بلغت أكثر من 17.2 مليار دولار، بينما في عام 2022 أدرنا البلاد بنحو 800 مليون دولار»، مضيفاً: «استطعنا وقف الانهيار وبدأنا بالتعافي الجاد، ولدينا في الحساب 36 في مصرف لبنان أكثر من 100 ألف مليار ليرة نقداً، ولدينا اكثر من مليار دولار، منها 150 مليون نقدي».

أما بالنسبة لتوحيد سعر الصرف فقال إن «الاتجاه هو لتجنب التقلبات الكبيرة السابقة، ولكن ليست هناك نية لتثبيت سعر الصرف الذي دفعنا أثماناً باهظة نتيجة ربطه بشكل جامد بالدولار الأميركي.

ولفت ميقاتي إلى «النجاح في تأمين استقرار سعر الصرف ابتداءً من مايو (أيار) 2023، وهو أتى نتيجة للتحسن الجذري في إيرادات الخزينة من جراء تصحيح الرسوم والضرائب الجمركية وغيرها، وهذا الأمر سمح بلجم التقلّبات الحادّة وباعتماد قواعد واقعية وعلمية في إعداد موازنات 2023 و2024».

ورأى أن «التهجم الكبير في ما خص الضرائب والرسوم فيه الكثير من الشعبوية والتجني. فليس هناك من زيادة ضرائب تذكر، وإن تعديل الرسوم لا يشكل العبء الذي تحدث عنه بعض السادة النواب»، عادّاً أن «رفع الرسوم على الكحول والتدخين والمواد السكرية له هدف اجتماعي وصحي وتنتج من هذه المواد أمراض أصبحت معروفة ولها تكاليف صحية باهظة».

‫0 تعليق